11‏/08‏/2008

محمود درويش ... رحمة الله عليك

سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟

سجِّلْ

أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟

سجل
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ

سجل
ْ
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟

سجِّل!
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟
إذن
ْ
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!

رحل !!

مات صوت فلسطين الناطق .. مات صراخ الوطن و نداء الأرض صمت

منذ أن سمعت الخبر و انا لا أعلم لماذا أحس بأن آخر المؤمنين بوجود أرض اسمها فلسطين ... مات و انتهى

من بقي؟ جماعة من المؤمنين بمصالحهم الخاصة .. من يؤمنون بأن هناك إسرائيل على أرض كان اسمها فلسطين؟

من يحن اليوم لبلاد البرتقال و لأشجار الزيتون و و ليوم العودة لحضن الوطن لتراب فلسطين الدافئ

طعنة وفاتك يا محمود شديدة القسوة و الجرح عميق

تخونني الكلمات و أعجز عن وصف احساسي بأن فلسطين ثكلت آخر الأوفياء

و من بقي؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فعلا الأمل بقي شوية صعب في استعادة فلسطين بس منقدرش نعتبره مستحيل لأن ربنا سبحانه و تعالي وعدنا بإرجاعها لنا هو في حدي ثفيما معناه بيقول أنه لن تقوم الساعة حتي يحارب اليهودي المسلم و يختبئ اليهودي وراء شجرة فتنادي الشجرة المسلم وتعلمه بوجود يهودي خلفها حتي ينتصر المسلم و تعود لنا فلسطين بس المشكلة بقي أنه لن يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهو مش ممكن أنت أو أي حد من جيلك يكون صلاح الدين ....بس كل اللي بتمناه أني أعيش لغاية مشوف تحرير القدس و يارب عن قريب إن شاء الله

غير معرف يقول...

هو أكيد ربنا كاتبها ن شاء الله لكن دة ميمنعش اننا نحزنعلى حالنا حاليا !!!

شىء مؤسف فعلا انك تشوفي الغيبووووووبة اللي احنا عايشي فيها و متحزنيش