11‏/05‏/2011

مهداة إلى وطن



على أنغام فيروز ....

بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق، بتكتب اسمي يا حبيبي عارمل الطريق

تخفي دموعها بمحاولة استنشاق نفس عميق لا يجد طريقا لقلبها و تبكي رغما عنها

و تعود ليوم التقيا منذ 20 عاما ... طفلين يلعبان في حديقة عامة و يزعجه أنها قوية لدرجة أنها تنافسه و تفوز في معظم الألعاب ... و رغم ذلك كلما تعثرت هو أول من يمد لها يده ....

و هكذا بدأت صداقتهم ...

هو قوي و شرقي و تقليدي

هي قوية و متحررة و ثائرة

برغم اختلافهم و برغم غضبه الدائم لكونها مختلفة أحبها .. أو ربما وجد نفسه فجأة غارقا في حب لا يقبله عقله و لكن كيف له أن يبتعد عنها؟ إلا أنه فعل ... هاجر إلى عالم آخر و دنيا فيها نساء كثيرات أخر ... ليبحث دوما عن عطرها و أصر أن يتحدى هذا الحب الذي يشكل طوقا على قلبه ؟

منذ سنوات و هي تعلم أنه رجلها و على يقين كذلك بأنه ليس لها ... على مر السنين كان رفيقها و يحميها و يساندها و كذلك كان يحاول دوما تقيدها و هي تكره القيود أكثر من حبها له. تمنت يوم قال لها بأنه راحل أن ترمي كل كا لديها وراء ظهرها و ترتمي في أحضانه و لكنها تعلم أنه يريد الابتعاد عنها

لماذا تحبه كل هذا الحب و لا ترضيه و لماذا يحبها بهذا العنف و لا يقبلها على حالها؟

و افترقا

هي لن تنسى أنه برغم كونه أقرب الناس لها لا يجد فيها امرأة يأتمنها على قلبه و عمره أو ربما أولاده ...

و هو سيجد مؤكدا حبا آخر مع امرأة لا تنهكه

و مرت الأيام

تزوج زواجا تقليديا ... و يجري حاليا اجاءات الانفصال

و هي تحاول أن تحب و تدعي أنها تفتح قلبها لكل من يدق بابه ... و لكنها وحيدة

و بدأت المظاهرات و الثورة و هو لا ينتمي إلا بينهم و لن يبقى بعيدا عنهم

و منذ اليوم الأول و هي في أول صفوف المتظاهرين

و كان اللقاء .....

و استمرت المظاهرات و هما معاٌ

و بدأ العنف ... و حاول بكل قدرته أن يحميها

إلا أن العنف يشتد و الرصاص الهائج بنهال و قنابل الغازات المسيلة للدموع تطلق و ضرب بالسلاح الأبيض هنا و هناك و عمت الفوضى و تفرق المتظاهرون أصبحوا عراة امام المجهول

فاحتضنها و ركض إلى أقرب مسجد

بمجرد أن استشعر الأمان انهار أمامها و الدم ينزف من ظهره و تمتم

في جيبي رسالة لك: أحبك

و أغمض عينيه و رحل

في رسالته كتب:

حبيبتي ... نعم أنت كذلك ... و أعلم أني كافحت هذا الحب طويلا و لكن أعلم الآن أن في هذا الوطن ماءً لا يرويني غيره مهما لعنته. في قهوة الصباح و صوت فيروز سحر الدنيا و في عيناك إصرار العالم و في ثورتك معنى الحرية . أحبيني لإني تعلمت أن ما عاندت هو طبيعة الحياة. و أني مهما ابتعدت أحبك و ليس هناك بلا هذا الحب غد.

أقفلت الورقة ... و عادت للمتظاهرين

و على ذكراه و صوت فيروز تستقبل كل يوم جديد بأمل عنيد و إصرار أكيد.

مهداة إلى وطن

هناك 3 تعليقات:

Daily reviews يقول...

Lolo that's soooooooo beautiful I'm speechless its so touching and soooo true

Emtiaz Zourob يقول...

كم هي حزينة قصص هذا الوطن ..

leeno يقول...

Thank you both