أحداث يوم ما

وقفت أستجمع أنفاسي الخائفة و أنا أحدق بهذا الباب الحديدي الأزرق
أفكر كيف يقسو عليهم و ربما يحميهم و كيف يمنع عنهم أحداث العالم القريب البعيد
أنت مجرد باب أزرق فلماذا ترعبني
ترعبني المآسي التي تنتصب بلونك الغامق كي تخفيها !
احتبست أنفاسي و هممت نحو الباب أدفعه لأجدني أمامهم
ممرين ملقى فيهم بقايا بشر !
*****
كم من التيه حائر و كم من الأسئلة المتألمة بلا إجابات؟
لبرهة تسمرت لا أعلم أين أنظر !
باغتني و هو يصرخ أأنت أختي ؟؟
لما تأخرت؟ تشبث في ذراعي قائلا سنعود إلى البيت؟
أنا فقط أريد جزءاً من باحة الدار !!
أين قدرتي على النطق ؟؟ ماذا أجيبه؟
*****
و أسرعت أهرب إلى الممر الآخر علني لا أجد هناك من يظنني ابنته أو أخته
ووقفت اكتم لهاثي لأجدها تنظر إلي باستنجاد و رجاء مكلوم !!
أمد يدي إليها لتجتذبني و تبكي و عندها خانتني الدموع
فمدت يدا صغيرة متعبة إلى وجهي و قالت لماذا تبكين؟ أنا لا أبكي !!!!!!
نعم فأنت أقوى مني و أنا من تضيق برفاهية الحياة و تختنق من توافهها !!!
*****
خرجت قليلا لتلحق بي و تقول أنت جميلة عيناك كما عيناها و ابتسامتك كما ابتسامتها
و أنا أنظر إليها حائرة هل أعرفها أو ربما هي قريبة من بعيد؟ و نظرت إليها و ابتسمت ابتسامة حائرة
فقالت ابنتي انت مثلها و لكننها ماتت و انا هنا لانني ام الذكور ... من لم تنجب بنتا لم تنجب قط !!!!!
احتضنتها و قلت أنا ابنتك فقالت لا ابنتي رحلت و أنت أخلى منها !!
*****
تجاعيد وجهها التي تظهر مئة من الأعوام استوقفتني ..... لابد أنها كانت جميلة جدااا في الصبا ...
هل كانت تعلم أن هذا مآلها؟؟ هي تتكلم بلكنة بلد آخر و ما من أهل و لا أولاد ولا أقارب هنا !!
قول لي و بالكاد أستطيع أن أفهم ... كنت جميلة و كان لي بيت كبير و عندي 9 من الأبناء و شردت قليلا
ثم راحت تغني أغنية عن السلاح و البارود و الحرب مع الأعداء ........
هي من العراق و مات أبناءها التسعة و هدمت دارها و أوصلها أهل الخير إلى هنا
*****
هي تضحك و تبتسم و تقول لي بكبرياء أنا أحب الحياة ..... و أنظر إلى عينيها بحثا عن معنى الحياة
*****
كم يغر المرء بالصبا و ينسى بأن الشيب سيأتي أخيرا
*****
كل سنة و كل أم بخير و عافية و معززة مكرمة في بيتها و في حضن أولادها و يحنوا عليها و يراعوها
يارب بارك لنا في أعمارنا و امتنا و نحن بكامل قوانا و صحتنا عقلنا ........