17‏/12‏/2009

انعدام الأمان


لم أذهب هذا الصباح الى عملي لأسباب صحية و في الليل قلت اعتقدت انني من المفيد أن أذهب في جولة تحت المطر

ربما يغسل كل تراكمات الحيرة و الألم و الخوف و قد يساعدني في تحسين مستوى الرؤية على مدى يفوق اليومين !


أو يساعدنتي في تخفيض حدة الاكتئاب العنيف بسبب الانهيار المستمر في نواحي حياتي مؤخرا

سرقة بيت في العمارة الاسبوع الماضي

الصحة المتعثرة

المتطلبات المضنية

انهيار حياتي العملية

صداقات متشابكة

حياة عاطفية ميتة

مستقبلا مجهول تماما

شكوك غريبة

تغير حاد بداخلي حتى أصبحت لا اعرف ملامحي الداخلية

و اكتئاب من اقوى الانواع

و انا اقرر اني مثل باقي البشر من حقي الاستمتاع بالحياة ايا كان

و مهما هاجمتني الحياة !

على الاقل من حقي ان اختلي بنفسي قليلا احدثها تحدثني و قد نصل الى اتفاق يرضي الطرفين !

تناولت مفتاح سيارتي و خرجت

انطلقت مسرعة ملهوفة على المطر

اسرح في هذا الضباب و سره في اشعال الذكريات و و تنقية النفوس !

و انظر الى شخص واقف ملثم و تبدو عليه البرودة التامة و أقول بداخلي

"مسكين الله يعينه شو جابره هالحزين يوقف بالمطر و البرد بنص الشارع هيك؟"

التف مطلة على الشارع الرئيسي و السيارات تتزاحم كل في وجهته

و تنشل حركتي تماما إذ تفتح يد تفتح باب السيارة تنتشل حقيبة يدي من جانب السيارة انظر اتلفت لا أرى شيئا فصديقي المطر و الضباب يسد الرؤية تماما

احرك السيارة و لا أرى شيئا اقفل الباب و اعود مسرعة

ليس هناك سوى سائق تكسي يريد أن يركب سيارته

ربما هو و ربما لا و هل أفتري عليه و قد يكون غير مذنب؟ !!!!

..... أعود لأدخل أول مركز شرطة بعد العديد من الأسئلة امت لست تابعة لهعذه المنطقة اذهبي الي مخفر منطقتك!!!

و أين ذلك

بجانب موقع الحادث تماما !!!!!

دخلت المغفر و تم تحويلي الى قسم الجنايات

الشرطي يتافف من كون مناوبته على وشك الانتهاك

أخذ يسالني و يكتب على قصاصة ورق ما حدث

(لم أدخل مغفر في حياتي و لكن هل تكتب الشكاوى و المحاضر على قصاصات ورق؟ )


لم أكمل كلمتين و جرس هاتفه النقال لا يتوقف

طبعا مكالمة وراء اخرى و جاء المناوب الآخر

استلم "عندك ياها" شنطتها انسرقت

التاني: انتي؟

اه

و لم ينظر الي من حينها ! و اخذ يتحد الى "بيك" واضح انه مهم جدااااا و من مكالمة الى اخرى "كرمال " البيك

يا استاذ ..... طبعا لم يسمعني

أحاول التحدث او النظر اليه

و لكن .............عبث !!!!!!!!!!!

و أخذ قصاصة ورق احتفظت عليها بارقام الكود الخاصة بالموبايلات و اخذ يكتب عليها محضرا اخر !!!!!!!!!!!!

و فجاة دخل ضابط :

"مش انتي ساكنة في العمارة اللي صار فيها السرقة الاسبوع الماضي؟ "

نعم

"قرابة البيك القاضي فلان؟"

نعم

اتفضلي معي

اتفضلت ... و أسئلة و استفسارات و تفاصيل حدوث الجريمة و المفقودات و اوصاف السارق

هل ارتدى الكفوف؟

لا

كيف شكله؟

ماذا ارتدى؟

أي ساعة وقعت الحادثة؟

التفاصيل مرة اخرى

التفاصيل مرة ثالثة

هل فقدت أجهزة خلوية ؟

(الخلوي لسة شغال على فكرة هو ما قفله !)

و و و

توقيعك

و ان شاء الله بإذن المولى (سنعيد لك المسروقات)

"وقفي كرت البنك هاد المهم "

و الحمد لله على سلامتك

.............

هل رفع البصمات موضة قديمة؟

هل تتبع الموبيلات و انا اصر بانه شغال ... (اوبشن غير ضروري؟)

هل توثيق المحضر او حفظه على الاقل حفظه بطريقة معقولة

لا داعي له ؟؟؟؟

أم هل أن حقي في ان ينظر الي على الاقل جناب الملازم مبالغة مني في الاعتقاد بالحقوق؟

.............................

أي احساس بعد اليوم بالأمان؟

ان لم تكن من اقارب اي نوع مكن انواع الملقبين بالبيك

فانت لم تصنف بعد كمواطن

السرقة في كل مكان و تحدث كل يوم

و لكن ان تزايدت لتهاون الحماية

انعدم الامان

.....................

و اكتمل اليوم بحلقة اخرى من حلقات انهيار حياتي المتعاقبة

و شكراااااااا

هناك تعليقان (2):

dr.lecter يقول...

بصي الله يكون في عونك طبعا علي كم الاحداث المؤسفه اللي اتعرضتي لها

بس ان عارف ان الكلام مش هيرفع من روحك المعنويه بس انا متاكد من حاجه وانا مجربها كتير مافيسش حد حياته بتنهار كل شويه زيي

اعرفي ان وراء كل اللي بيحصل ده فرج قريب وسعاده منتظره وده شيء اكيد ولو علي انعدام الامان ده بقي شيء عادي وماحدش ضامن اي حاجه وممكن اي حاجه تحصل في اي وقت واي لحظه

احنا كل اللي علينا اننا نعمل اللي علينا وناخد حذرنا ونسيب الباقي علي ربنا وربنا يستر

؟ يقول...

ربما منعك ليعطيك
خلى وميض امل فى التحس لاشياء
تحياتى لكى