26‏/05‏/2009

الحب العربي ..... أحلام مستغانمي


و ماذا لو كان الحبّ العربيّ الابن الشرعيّ للخوف؟
أوّل خوف هو خوفنا من الحبّ نفسه. نتبرّأ من الحبّ كما لو كان شبهة و انتماءً لحزب محظور.
نتستّر على عواطفنا بينما يباهي كبار اللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا، و لا يستحي القتلة و مغتصبي الأوطان من العيش محترمين بيننا.
نخفي اسم من نحبّ بحذر من يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك أن الحبّ العربيّ سيظلّ بالنسبة للكثيرين مجازفة بالحياة و بالمستقبل و بالشرف، و ضرب من العمليات الانتحارية.
لذا ما زال سؤال نزار جديراً بالتأمّل "كيف يمكننا تأسيس حضارة و نحن نستعمل المسدسات الكاتمة للحبّ؟"
لكن مأساتنا مع الحبّ لا تنتهي عند أعدائه، بل تمتدّ إلى أتباعه. فالمحبّون هم أيضاً أعداء أنفسهم، و أعداء من يحبّون. و لذا كما يقول إبراهيم الكوني "الذين هلكوا بأيدي الأخلّاء أضعاف من هلكوا بأيدي الأعداء"!
ذلك أن دوائر الخوف تطوّق العاشق العربيّ إلى ما لا نهاية. فنحن نخاف من نحبّ، و نخاف عليه، و نخاف منه علينا. لكننا نحبّه لأنّنا نخاف العنوسة و الشيخوخة و الوحدة و المجهول، و المرض و الضجر و الموت. موتنا الحتميّ. و موتنا لفرط موت الحبّ. و نخاف على حبّنا من الآخرين. و نخاف من الزمان على الحبّ. و نخاف الحبّ في كلّ زمان و في كلّ الحالات، حتى و نحن في ذروة سعادتنا. و نذهب إليه على طريقة عبد الحليم مرعوبين لفرط فرحتنا. ممسكين بيدٍ يدَ الحبيب و بالأخرى قلبنا. "خايف و مشيت و أنا خايف..إيدي في إيدك و أنا خايف.. خايف على فرحة قلبي...".
و الخوف في عزّ السعادة من السعادة، حالة لعمري عربيّة ننفرد بها حصريًّا بين الأمم، بحكم ثقافة الخوف التي رضعناها، و التي تحوّل حتى مباهجنا إلى مناسبة لتوجّس الكوارث و إيقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة للسعادة بالتفكير في المصائب التي قد تليها.
و لأنّ من يتوجس المصائب يكاد يقلق لعدم حدوثها، غالباً ما تحقّق لنا الحياة نبوءاتنا الكارثيّة.
و عندها تصدق كلّ أغاني الحبّ العربيّة التي تبارك الخيبات. ونبكي حظّنا و عبد الحليم يواصل موّاله "رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبي/ و الغنوة الحلوة ملاها الدمع يا حبيبي/ و في عزّ الكلام سكت الكلام/ و اتريني ماسك الهوا بإيديّ...."!
لا أدري لماذا تتردّد كثيراً هذه الأيام أغنية "زيّ الهوا" على معظم الإذاعات اللبنانيّة.
كلّما وقعت عليها غيّرت الموجة، حتى لا ينتهي بي الأمر إلى تصديق أنّ الخيبة قدر عاطفيّ. و الخوف من السعادة نبوءة صادقة.
بلى.. ثمّة عشّاق لا يعرفون الخوف من السعادة. هؤلاء، قبل أن يحبّوا الحبّ هم يحبون الحياة.. بقدر ما نحن نخافها!

الحب العربي ....... أحلام مستغانمي

هناك 11 تعليقًا:

ســـــاره يقول...

طول مانا بقرا المقال وانا مختلفة معاها في تصنيفها للناس اللي بتحب ..حتى وصلت هنا..

(ثمّة عشّاق لا يعرفون الخوف من السعادة. هؤلاء، قبل أن يحبّوا الحبّ هم يحبون الحياة.. بقدر ما نحن نخافها!)

في البداية هي عممت فكرة الخوف ..وان كانت تشكل الغالبية العظمى إلا اني بشوف ان في شريحه كبيرة تعيش اللحظة زي ماهي من غير خوف ولا تردد..وده اللي رجعت استطرادا ذكرته في اخر المقال..
بس تصدقي تحليلها حلو اوووي فكرة الخوف بحد ذاتها موجوده ومتمثلة على اكتر من شكل.. الواحد بقى من كتر مانفسه يعيش لحظة سعاده حلوة ..اول ماتيجي يبقى خايف انها تضيع منه وبدل مايستمتع بيها بيشغل نفسه وتفكيره ازاي يحافظ عليها..يعني لذة المتعه نفسها وحلاوتها ضاعت عليه.!!

مقال رائع لوناتــي ..واحلام رائعــة
ومن كتر مابتعجبني خصصتلها بوست كامل عندي :)

Maga يقول...

جزء من الكلام مش بيظهر عندي مش عارف دا عيب فى مدونتك ولا عندي يا لين ؟

mUsLiM يقول...

الحقيقة أنى ما شعرت أبدا بمثل هذه المشاكل والمصاعب بل والعقد فى أن يحب إنسان ،،

الحب هو أسمى عاطفة وضعها الله فى قلوب بنى البشر

وكما قال إيليا أبو ماضى هو قمة الرقى فى جب الحكمة ،،

ولكن أنفسنا هى من تجعل الحب بهذه الصورة المشبوبة المشوهه

ولكن هذا لا يقتضيه الأمر ولا يكون عند الكثيرين ،،

إنما فقط يعانى من الحب بهذه الصورة صنفان ،،

أولهما فذلك الحب الحرام بمختلف درجاته وأنواعه وكلما أوغل الحب فى انتهاك حرمة الشريعه أوغل الإنسان فى هذا الشعور بالخوف والعقد النفسية

وثانيهما مريض أو على أقل تقدير مندفع نفسيا يلقى بعواطفه فى مهب الريح فى يوم عاصف ، فلا هو يحسن تدبير الأمور ، ولا هو ينجح فى إستمالة الحبيب ،،

وجزاكم الله خيرا يا أختى

وأسأل الله أن تكونى بخير حال :)

ونسأل الله لنا ولكى الخير والسداد فى كل أمر ،،

السلام عليكم

شمس النهار يقول...

انا شخصيا
الحمد لله جرحي بيجي في عز فرحي
ودي تجربه في حياتي معمليه فزه
اه والله

leeno يقول...

سارة

انا مكنتش مختلفة معاها لاني عاشرت ناس كتيير حسوا الاحساس دة

احساس الخوف اللي بيقتل الفرحة باللحظة و احساس الخوف من الحب و من ما بعد الحب ومن و من

في منهم ناس قصصهم نجحت و تعدوا مرحلة الخوف و في ناس الخوف وداهم للفشل لانهم فضلوا خايفين من الفشل فجابوا الفشل لحد عندهم

و من كتر ماحنا مجتمع بيفرض قيود على الحب عملنا منه بعبع نخوف فيه البنات و بقت علاقة الست بالراجل علاقة حربية بدال علاقة ودية هههههههههههههههه

leeno يقول...

ماجا

مش عارفة و الله

leeno يقول...

لا يا مسلم انت حصرت الموضوع في مثالين مش بيعبروا عن عمق الموضوع

و الموضوع اصلا مش مشاكل
الموضوع عن توجه عام في مشاعر العرب موجود بصفة عامة

في كتير ناس بتكون خايفة على حبيها لانها خايفة من بكرة ... من مجرد فكرة ان الامان مبقاش موجود في اوطانا العربية بشكل عام

من مجرد فكرة ان كتييير من الرجالة بقوا في منهى الغدر و بعد 30 و 40 سنة جواز بيرموا زوجاتهم و يجددوا شبابهم ( بيرموووهم بمعنى الكلمة)

من مجرد فكرة الامومة لان تربية طفل و احساس الامومة شيء راائع لكن في كل لحظة فيها الخوف موجود

من مجرد فكرة اني بحب البنت الصح لكن مينفعش احب او ميحقليش احب عشان مفيش في جيبي فلوس للحب ....

هل يا ترى انا قد الحب ؟ دة خوف
هل يا ترى اختارت صح؟ دة خوف
هل يا ترى اللي انا بحسه دة حب حقيقي؟ دة خوف

الموضوع مش محصور في المثالين اللي ذكرتهم و مرتبط بحاجات كتير في تربيتنا و احوالنا الاقتصادية و طبيعة حياتنا و اعمق بكتيييير من مجرد الحب الحرام او المرض ........

شكرا لمرورك

leeno يقول...

شمس النهار

نورتيني ....

مش عارفة اقللك ايه ساسعات بيبقى في اصرار غريب من الدنيا على انها تخلي الفرح متلازمين لدرجة اننا نتشاءم لما نفرح !!!!!!!!!

Fatma يقول...

بصراحة

لا بطيق احلام مستغانمي ولا بطيق عبد الحليم حافظ :)

بس اجمالا ثقافة الخوف من المجهول ثقافة عربية اصيلة متلازمة مع اي احساس بالفرح
خوف بيفسد علينا قدرتنا على الاستمتاع باللحظة في كتير من الاوقات

انا متفقة معاها اجمالا في الفكرة
وان كان للقواعد استثناءات

وحشتيني يا لينوتشي

Yasmine يقول...

انتى اختفيتى فين يا لين..يعنى انا ارجع انتى تختفى؟ :)
تعالى بقى

ReEm يقول...

انتي فين يا بنتي
ليكي فترة كبيرة مختفية عسى خير
طمنينا عليكي