هل تجد فلسطيني بلا حديقة صغيرة في منزله؟
بلا مجموعة من النباتات الخضراء تحيط به أينما
رحل؟ و أكثر ما نحياه في حياتنا هو الغربة والترحال؟
لماذا نحن شعب مرتبط بهذا القدر بالأشجار والزراعة؟
نحن نحتضن ذكرى الوطن بحديقة من الأزهار
نزرعها أينما رحلنا، كأننا نستنسخ انتماءنا لأرض مسلوبة ببقعة صغيرة نستحضر فيها
رائحة الندى وإشراقة الشمس بشجرة ليمون، و كأس شاي الظهيرة بحوض المريمية والنعناع،
و أعراسنا بأشجار اللوز، ولمة العائلة في باحة الدار بشجرة التين، و نرسّخ سكنى
الوطن في قلوبنا ماضيا وحاضرا بشجرة زيتون نحيى بها أو ربما تحينا.
جئنا من التراب و إليه مآلنا فكيف لا نحمل حفنة منه في فناء دورنا علّنا نعود
إلى التراب الذي منه جبلنا؟! جبنا بقاع الأرض ولا زال ذاك التراب يدمينا. الأرض
طين أي ماء وتراب، والإنسان ماء وتراب و روح فكيف يا الله ضاع منا الوطن وبقيت
تندبه أرواحنا أربعة و ستون عاما .. هل نحن أحياء أم أننا متنا؟ يا الله هل الذي
يحيى بلا قلب وتراب إنسان؟ أم أنه لاجئ يحتفظ بوطن يزرعه كل يوم بباحة شقية و يدمع
علّه ينبت فيه مؤى ويحبه فقط كي يأمل بوطن.