على أنغام فيروز ....
بكتب اسمك يا حبيبي عالحور العتيق، بتكتب اسمي يا حبيبي عارمل الطريق
تخفي دموعها بمحاولة استنشاق نفس عميق لا يجد طريقا لقلبها و تبكي رغما عنها
و تعود ليوم التقيا منذ 20 عاما ... طفلين يلعبان في حديقة عامة و يزعجه أنها قوية لدرجة أنها تنافسه و تفوز في معظم الألعاب ... و رغم ذلك كلما تعثرت هو أول من يمد لها يده ....
و هكذا بدأت صداقتهم ...
هو قوي و شرقي و تقليدي
هي قوية و متحررة و ثائرة
برغم اختلافهم و برغم غضبه الدائم لكونها مختلفة أحبها .. أو ربما وجد نفسه فجأة غارقا في حب لا يقبله عقله و لكن كيف له أن يبتعد عنها؟ إلا أنه فعل ... هاجر إلى عالم آخر و دنيا فيها نساء كثيرات أخر ... ليبحث دوما عن عطرها و أصر أن يتحدى هذا الحب الذي يشكل طوقا على قلبه ؟
منذ سنوات و هي تعلم أنه رجلها و على يقين كذلك بأنه ليس لها ... على مر السنين كان رفيقها و يحميها و يساندها و كذلك كان يحاول دوما تقيدها و هي تكره القيود أكثر من حبها له. تمنت يوم قال لها بأنه راحل أن ترمي كل كا لديها وراء ظهرها و ترتمي في أحضانه و لكنها تعلم أنه يريد الابتعاد عنها
لماذا تحبه كل هذا الحب و لا ترضيه و لماذا يحبها بهذا العنف و لا يقبلها على حالها؟
و افترقا
هي لن تنسى أنه برغم كونه أقرب الناس لها لا يجد فيها امرأة يأتمنها على قلبه و عمره أو ربما أولاده ...
و هو سيجد مؤكدا حبا آخر مع امرأة لا تنهكه
و مرت الأيام
تزوج زواجا تقليديا ... و يجري حاليا اجاءات الانفصال
و هي تحاول أن تحب و تدعي أنها تفتح قلبها لكل من يدق بابه ... و لكنها وحيدة
و بدأت المظاهرات و الثورة و هو لا ينتمي إلا بينهم و لن يبقى بعيدا عنهم
و منذ اليوم الأول و هي في أول صفوف المتظاهرين
و كان اللقاء .....
و استمرت المظاهرات و هما معاٌ
و بدأ العنف ... و حاول بكل قدرته أن يحميها
إلا أن العنف يشتد و الرصاص الهائج بنهال و قنابل الغازات المسيلة للدموع تطلق و ضرب بالسلاح الأبيض هنا و هناك و عمت الفوضى و تفرق المتظاهرون أصبحوا عراة امام المجهول
فاحتضنها و ركض إلى أقرب مسجد
بمجرد أن استشعر الأمان انهار أمامها و الدم ينزف من ظهره و تمتم
في جيبي رسالة لك: أحبك
و أغمض عينيه و رحل
في رسالته كتب:
حبيبتي ... نعم أنت كذلك ... و أعلم أني كافحت هذا الحب طويلا و لكن أعلم الآن أن في هذا الوطن ماءً لا يرويني غيره مهما لعنته. في قهوة الصباح و صوت فيروز سحر الدنيا و في عيناك إصرار العالم و في ثورتك معنى الحرية . أحبيني لإني تعلمت أن ما عاندت هو طبيعة الحياة. و أني مهما ابتعدت أحبك و ليس هناك بلا هذا الحب غد.
أقفلت الورقة ... و عادت للمتظاهرين
و على ذكراه و صوت فيروز تستقبل كل يوم جديد بأمل عنيد و إصرار أكيد.
مهداة إلى وطن
هناك 3 تعليقات:
Lolo that's soooooooo beautiful I'm speechless its so touching and soooo true
كم هي حزينة قصص هذا الوطن ..
Thank you both
إرسال تعليق