22‏/06‏/2009

قسمة ونصيب

في حركة تدل على الحيرة، لف يحيى يده الى الخلف حتى بلغ الفقرة الخامسة وحكّ الجزء الممكن من لوح الظهر ، ثم وضع وسادة بين جذعه المتقدّم وبين نهايات فخذيه المضمومتين مشكلاً زاوية 45، ثم تنهّد حائراً...قالت أمه: طيب تهاني!!.فرد الحضور ردّا سريعاً: خشومها كبار مثل قطرميز الورص *..لعاد اختها سناء؟! العائلة: عيونها زغار مثل حبوب المغص.. أخته عيشه بصوت خافت: شو رايكو بكوثر؟..هزّت ام يحيى رأسها وهي تعيد ربط الاشار: طولها شبر!!..عايش: طيب فاتن بنت تركي وحوح؟.. بتقرط بالسين..قالت عمته صيته..ما في غير وفاء المعنّقة ؟ فعلّق احدهم: هاي بتقرط بالواو ..لعاد تسنيم؟! نحيفه..شو رايكو بنداء؟؟... حلوة بس مش متعلمة!! ..طيب مرح؟!..ابو يحيى: موظفة وشايفه حالها..طيب سمر؟! شايش: خالها سوكرجي وخريج سجون..قال احدهم مشدّدا على حرف السين...بسّ ما في غيرها، مرام!! فأحبطه آخر: ابوها نكد وأخوتها همل..طيب اعتدال بنت خالتنا عوفه: تنحنح عيّاش بصوت مسكون فيه النوم والصمت المعتق ونسف الاقتراح: اعتدال بتحب الباميا ويحيى ما بحبش الباميا...صمتت العائلة أكثر من خمس دقائق بعد ان فرغوا من تفنيد أسماء القائمة الأولى..قاصدين تجميع عدد جديد لغايات الغربلة والوصول الى التصفيات النهائية..ومن ثم ترشيح عروس مناسبة للمدعو يحيى..
في هذه الأثناء تناول يحيى ابريق الشاي، سكب كأساً بارداً غيّر من جلسته قليلا..دون ان يتخلى عن الوسادة التي في حضنه، بينما لا زالت تمر تلك الاسماء والأشكال التقريبية من بين أذنيه وعلى شاشة مخيلته مثل الرصاص الطائش دون تعيين..دس ابو يحيى يده تحت شماغه وتساءل: فزّة ظل عندها بنات؟..ردت صيته: آخر وحدة تجوزت بحرب الستّة ، ثم عاد وسأل كرمة العلي عندها؟؟ فتصدت اخته صيته للجواب ثانية : يا زلمة بنتها الزغيرة من جيل سلفتي نوفه!!.اخذ شهيقاً عميقاً..ثم التفت الى يحيى الذي كان يرفع بنطلون الرياضة ابو 3 خطوط حتى أعلى ركبته، سأله: شو رايك يابا؟!!..حكّ يحيى كرشة رجله قائلاً : أي وحده منهن المهم تكون شبه جمانة مراد.. ولّللل مشان الله...
انفضت الجلسة في ذلك المساء، تاركين الحل بيد النصيب، مؤمنين بحكمة غالباً ما تقال عند الافلاس من البحث: تا تحكم القسمة !!..وبطريقة ما تفلت كل المعايير السابقة من قناعات وثوابت العائلة والعريس، وتحل القسمة فجأة ..ويتزوج يحيى: قال شهود عيان انهم شاهدوا يحيى في قمة سعادته وهو بصحبة امراة: خشمها كبير وعيونها زغار، قصيرة، نحيفة، وبتقرط بالسين والواو، غير متعلمة لكنها موظفة، ويقال ان خالها خريج سجون ويدعي الكوع ، ووالدها ما بضحك للرغيف السُّخن واخوتها همل..وتحمل كيساً كبيراً من الباميا...
و هلا عمي !!